الباب الرابع مقتطفات مما وصفه ÷ به بعض أعدائ
  الأمور كان محمد عميق التفكير عملي النزعة، فحينما مات ابنه الحبيب إبراهيم حدث كسوف للشمس، وانتشرت شائعات بأنها تعزية ومواساة شخصية من الله، لكن محمداً أعلن حينئذ على الملأ بأن الكسوف والخسوف ظواهر طبيعية وأنه من البلاهة أن نربط بين مثل هذه الأشياء وبين ميلاد ووفاة أحد من البشر.
  قلت: وفي كلام هذا المستشرق أشياء لا نوافقه عليها فلم يكن رسول الله ÷ رجل أعمال، ولم يعلن بالظواهر الطبيعية، بل قال عليه أفضل الصلاة والسلام: «الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا» أو كما قال، ويكفيه ÷ قول العزيز الحكيم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ١٠٧}.
  ويستطرد العلامة ديدات في كتابه المذكور فيقول ما نصه: يقول (تيمس / آي / ميجينز Tames / A / Miggens) في كتاب (الإسلام الذي أسيء فهمه) في مجلة الريدرز دايجيست مقتطفات للقراء الطبعة الأمريكية، مايو ١٩٥٥ م ص ٦٨ - ٧٠: اختياري لمحمد ليكون أول قائمة عظماء العالم قد أدهش بعض القراء واعترض عليه الآخرون لكنه كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي أحرز نجاحاً منقطع النظير في كل من الدين والدنيا في نفس الوقت.
  ويقول (مايكل هارت Michael Heart) في كتاب (العظماء مائة وأعظمهم محمد) طبعة نيو يورك، مؤسسة هارت للطباعة والنشر عام ١٩٧٨ م ص ٣٣: إن الامتزاج بين الدين والدنيا الذي ليس له نظير هو الذي