الباب الرابع مقتطفات مما وصفه ÷ به بعض أعدائ
  أرجح الناس عقلاً وأفضلهم رأياً، دائم البشر مطيل الصمت، لين الجانب، سهل الخلق يكثر الذكر، يستوي عنده في الحق القريب والبعيد، والقوي والضعيف، يحب المساكين، لا يحقر فقيراً لفقره، ولا يهاب ملكاً لملكه يصابر من جالسه أو قاومه، ولا يحيد عمن صافحه حتى يكون الرجل هو المنصرف، يجلس على الأرض ويخصف النعل، ويرقع الثوب.
  ص ٤٠٥ (فولنا لبس Volna Lips): حبذا محمد من رجل خشن اللباس خشن الطعام، مجتهد في الليل قائم في النهار، ساهر بالليل، دائب في نشر دين الله، غير طامح إلى ما يطمح إليه أصاغر الرجال من رتبة أو دولة أو سلطان، غير متطلع إلى ذكر أو شهرة كيفما كانت، وإلا فما كان ملاقياً من أولئك العرب الغلاظ توقيراً ولا احتراماً وإكباراً وإعظاماً، لقد كانوا في جفاء وغلظة وعجرفة حماة الأنوف، أباة الضيم، صعاب الشكيمة، حتى قدر على رياضتهم ورضخوا له، فذلكم وأيم الحق بطل كبير، ولولا ما أبصروا فيه من آيات النبل والفضل لما خضعوا له وأذعنوا حتى كانوا أطوع من بنانه، وظني أنه لو أتيح لهم قيصر بتاجه وصولجانه ما أصاب من طاعتهم ما نال محمد في ثوبه المرقع بيده فكذلك تكون العظمة والأبطال، إن ما اتصف به محمد من المحامد يرينا فيه أخا الإنسانية الرحيم أخانا جميعاً، وإني لأحب محمداً؛ لبراءة طبعه من الرياء والتصنع ولم يكن متكبراً، فهو قائم في ثوبه المرقع كما أوجده الله وكما أراد أن يخاطب بقوله الحر المبين قياصرة الروم وأكاسرة الفرس، ويرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة وللحياة الآخرة.
  انتهى بقليل من الاختصار من خط السيد العلامة محمد بن محمد بن