من نعم الله جلت قدرته على عباده إرسال الرسل عليهم الصلاة والسلام
  الليالي والأيام، والأعوام والدهور، وإن كنا لا نستطيع حصرها عموماً وخصوصاً فما لا يدرك كله لا يترك كله، ولنأخذ بنصيب من تلك النفحات العطرية الفواحة بأنوار أخلاق رسول الهداية المعصوم ÷، وإذا عدها أحدهم بالمئات فلا نستطيع عدها بالآلاف وأول مختص بتلك النعم أهل بيته الأطهار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم صحابته الطيبين الطاهرين الأبرار الذين ¤، وقبل عملهم، واصطفاهم لصحبته، واجتباهم بمحبته ومن رآه وآمن به ولازمه ومات متبعا لشرعه، ثم أتباعهم الهداة الميامين ثم على بقية أمته من مبعثه ÷ إلى يوم الدين، ثم على الكثير من غير أمته الذين استفادوا برسالته، وأمنوا على دمائهم وأموالهم، وشملهم بالعدل والإحسان والأمن والأمان، ثم على كثير من الحيوانات التي أمر ÷ بالرفق بها، والمحبة لها حتى روي أن هرة استراحت على كم قميصه وهو متكئ فلم يقم حتى قامت من نفسها، وروي عنه ÷: «الطيور في أوكارها آمنة بأمان الله»، وقوله ÷: «لا تجعلوا ذا الروح غرَضاً يُرمى».
  وفي (شرح العقد الثمين) مبحث ثمين وقمين أن يكتب بماء الذهب، قال ما ملخصه:
  إعلم أن الله سبحانه وتعالى أنعم على كافة العالمين عموماً من سلف منهم ومن غبر إلى يوم الدين ببعثة سيد المرسلين، ورسالة خاتم النبيين ÷ {رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ١٦٤}[آل عمران] فمن اتبعه فقد هدي إلى صراط مستقيم، ومن تركه فقد بدل نعمة الله من بعد ما جاءته