النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

من نعم الله جلت قدرته على عباده إرسال الرسل عليهم الصلاة والسلام

صفحة 264 - الجزء 1

  الليالي والأيام، والأعوام والدهور، وإن كنا لا نستطيع حصرها عموماً وخصوصاً فما لا يدرك كله لا يترك كله، ولنأخذ بنصيب من تلك النفحات العطرية الفواحة بأنوار أخلاق رسول الهداية المعصوم ÷، وإذا عدها أحدهم بالمئات فلا نستطيع عدها بالآلاف وأول مختص بتلك النعم أهل بيته الأطهار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم صحابته الطيبين الطاهرين الأبرار الذين ¤، وقبل عملهم، واصطفاهم لصحبته، واجتباهم بمحبته ومن رآه وآمن به ولازمه ومات متبعا لشرعه، ثم أتباعهم الهداة الميامين ثم على بقية أمته من مبعثه ÷ إلى يوم الدين، ثم على الكثير من غير أمته الذين استفادوا برسالته، وأمنوا على دمائهم وأموالهم، وشملهم بالعدل والإحسان والأمن والأمان، ثم على كثير من الحيوانات التي أمر ÷ بالرفق بها، والمحبة لها حتى روي أن هرة استراحت على كم قميصه وهو متكئ فلم يقم حتى قامت من نفسها، وروي عنه ÷: «الطيور في أوكارها آمنة بأمان الله»، وقوله ÷: «لا تجعلوا ذا الروح غرَضاً يُرمى».

  وفي (شرح العقد الثمين) مبحث ثمين وقمين أن يكتب بماء الذهب، قال ما ملخصه:

  إعلم أن الله سبحانه وتعالى أنعم على كافة العالمين عموماً من سلف منهم ومن غبر إلى يوم الدين ببعثة سيد المرسلين، ورسالة خاتم النبيين ÷ {رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ١٦٤}⁣[آل عمران] فمن اتبعه فقد هدي إلى صراط مستقيم، ومن تركه فقد بدل نعمة الله من بعد ما جاءته