النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الخامس الدين الذي جاء به

صفحة 300 - الجزء 1

  من الحقوق ما أعطى الإسلام للمرأة المسلمة، ثم حين ملكتها لم تأخذها سهلة، ولا احتفظت بأخلاقها وعرضها وكرامتها وإنما احتاجت لأن تبذل كل ذلك وتتحمل العرق والدماء والدموع لتحصل على شيء مما منحه الإسلام للمرأة المسلمة دون جدوى، وهكذا نرى الأوروبية في العناء والكدر والنكد تلهث عارية وراء من يهين إنسانيتها، أو بين حر المصانع تلفح وجهها لقاء ذلك الأجر الزهيد والمكسب الرخيص المهين.

  وللعلامة سيد قطب كلام مفيد وقيم، قال:

  لقد عني الإسلام - منهج الله للحياة الإنسانية - بتصحيح النظرة إلى المرأة وبإقامة العلاقة بين الجنسين على أساس من حقائق الفطرة، وبتوضيح هذه العلاقة في كل فرع من فروعها النفسية والعملية بحيث لا تضطرب ولا تتأرجح ولا يكتنفها الغموض في زاوية من زواياها.

  عنى - أولاً - ببيان وحدة الزوجين وتساويهما من الناحية الإنسانية ليقضي على جميع النظريات الخاطئة التي كانت تزعم أن المرأة جنس منحط بذاته عن جنس الرجل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}⁣[النساء: ١].

  وعنى - ثانياً - ببيان وحدة الزوجين وتساويهما من ناحية علاقتهما بربهما وجزائهما عنده، {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}⁣[آل عمران: ١٩٥]، {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ