الباب الخامس الدين الذي جاء به
  وأما تزوجه بأم سلمة أرملة الشهيد أبي سلمة فقد كانت مرملة وذات عيال، روى أحمد وغيره أن النبي ÷ خطبها بعد أن انتهت عدة حدادها على زوجها الشهيد فقالت له: أنا امرأة قد دخلت في السن وأنا ذات عيال، وأنا امرأة شديدة الغيرة فأخاف أن ترى مني شيئاً يعذبني الله به فقال: «أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها عنك الله ø وأما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل الذي أصابك، وأما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي».
  وكذلك سودة، وزينب بنت خزيمة، فمعظم زوجاته ÷ كن أرامل ويخاف عليهن أن يرجعن إلى أهلهن الذين لم يسلموا، وبعضهن متقدمات في السن تقل الرغبة الجنسية فيهن فلم يبق إلا أن كان ذلك الحكمة وعطف ورحمة عليهن وشظف الحياة في البيت النبوي الشريف لا يخفى على أحد فقد أمره الله ø التخيير بين الرضا بما هن فيه من المعاناة وضعف الحال وبين طلاقهن فأنزل الله ø: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ٢٨ وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ٢٩}[الأحزاب]، فقلن بقول واحد: نريد الله ورسوله والدار الآخرة وفي رواية أنهن قلن: يا نبي الله اجعل لنا من مالك ونفسك ما شئت ودعنا على حالنا ثم لقد روى الزمخشري أنه ÷ لما نزلت آية تحديد الزوجات بأربع، عاشر أربعاً فقط عائشة وحفصة وزينب وأم سلمة.