النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الخامس الدين الذي جاء به

صفحة 317 - الجزء 1

  الضعيف أنهم أبناء الله سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم، فكلامهم ذلك إنما يضاهئون به قول أهل الأوثان والأصنام وعبدة النار والعجل والشمس والقمر والنجوم، فليس لهم حجة ولا برهان لأن عجزهم وهواهم وإفكهم أعمى أبصارهم، فليسوا أهل نظر، ولا أهل فكر، ولا أهل عقل، ومن سخافة عقولهم أنهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم كما يطفئون ذلك السراج الضعيف في بيوتهم، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كرهوا واجتهدوا في ذلك، ثم ذكر لهم: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ} يعني محمد ÷ {بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}. فلنحمد الله تعالى، أتم نوره ونصر أنبياءه وأولياءه فالعاقبة للمتقين.

  وفي الآية الكريمة قالوا: إن الله هو المسيح هنا ترقوا من ابن إلى إله فرد عليهم جل وعلا {قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}⁣[المائدة: ١٧] في لمحة خاطفة {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ٥٠}⁣[القمر] وكان الرد صحيحاً ومقنعاً ولكن لأهل العقول الزاكية، أما العقول الحيوانية فلا تعقل شيئاً.

  ثم ترقوا ثانية فقالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه فرد عليهم بما أشوى وجوههم ورغم أنوفهم {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ}⁣[المائدة: ١٨]، والبشر الحقير وغيره لا يرتقي به الحال إلى أن يكون ابناً للإله، ثم دعاهم جل وعلا يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ}⁣[المائدة: ١٥]، فهو حث على اتباعه لتتحقق النذارة ويتحقق العذاب إن لم يومنوا.