الباب الخامس الدين الذي جاء به
  ثم الآيات من سورة الانبياء فيأتي الرد:
  {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}[الأنبياء: ٢٢]، رد قليل الألفاظ، كثير المعاني عظيم البرهان، وحتى لا يستيطعوا أن يخرجوا من حجيته لتكون الحجة عليهم قائمة.
  ثم قال ø: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ}، وحقيقة الأمر أن لا برهان لهم ولا حجة يحتجون بها لأنهم لا يعلمون الحق فهم معرضون عنه.
  وفي الآيات من سورة النساء: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ}[النساء: ١٧١].
  فينهاهم عن الغلو في الدين؛ لأن الغلو يمحق الأعمال وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ويأتي من بعد الآية الكريمة أن عيسى ليس إلا رسول الله وكلمته، فليس ابناً ولا إلهاً.
  ثم يأتي في الآية ذكر من يوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وذكر من يعذبهم عذاباً أليماً.
  وفي الآيات الكريمة من سورة (المائدة) الإعلان بكفر من قال إن الله ثالث ثلاثة ثم تلطف عيسى # اعبدوا الله ربي وربكم ويحذرهم النار، بالحكمة والموعظة الحسنة وهم يتفننون في الكفر فتارة يقولون: ابن الله وتارة: إنه الله، وتارة: إنه ثالث ثلاثة ضلال على ضلال فهم في جهالتهم يترددون تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.