النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

مقدمة

صفحة 36 - الجزء 1

  أقواله وأفعاله وأحواله، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والتأدب بآدابه، ولزوم طاعته في حبه لآل بيته، وحب آل بيته لحبه ÷، وأهل البيت هم المختصون بالطهارة الحقة فهم الذين اختصهم الله تعالى بمحبته، وانتدبهم لأن يكونوا خلفاء عنه في ملكه، وأظهرهم ليظهر للناس عجائب قدرته، وأكرمهم بمختلف الكرامات، وخلصهم من طبائع نفوسهم، ونجاهم من طاعة هوى أنفسهم، حتى صارت كل أفكارهم مستقلة به سبحانه وتعالى وعلاقاتهم معه لا مع غيره، فمحبتهم أساس الطريق إلى الله تعالى وأصله، وكل الأحوال والمقامات درجات للمحبة انتهى.

  وأقول: أما أهل بيت رسول الله ÷ فقد رضي الله تعالى عنهم، وصلى وسلم، وتحنن وترحم عليهم، وبارك فيهم، وأكرم نزلهم، وعظم أمرهم، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فلا يضرهم بغض الباغضين، ولا نصب الناصبين، ولا تنفعهم محبة المحبين، ولا إطراء المطرين، ولكن شاء الله تعالى - وله الحمد - أن يمتحننا بهم، وأن يشرفنا بذكرهم، وأن يرفع قدرنا بمحبتهم، وأن يغفر لنا بمودتهم، وأن يجعل محبتهم علامة للإيمان، وبغضهم علامة للنفاق.

  ولقد امتحن الله عباده على مرور التاريخ والأجيال حتى أنبياءه ورسله $؛ فامتحن الله عبده ونبيه آدم # بالشجرة وبالخروج من الجنة، وامتحن الله تعالى نبيه نوحاً # بقومه وامتحنهم به وامتحن الله تعالى إبراهيم # بالنار والكفار وبذبح ابنه، وبغير ذلك، وهؤلاء أنبياء الله تعالى من بعدهم إسحق وإسماعيل ويعقوب والأسباط ويوسف ويونس وأيوب وموسى وعيسى ... وغيرهم من أنبياء