النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الحديث الخامس حديث الكساء بطرق أخرى

صفحة 76 - الجزء 2

  وجابر بن عبد الله، وأم المؤمنين أم سلمة، وابنها عمر بن أبي سلمة، وأم المؤمنين عائشة، والبراء بن عازب، وواثلة بن الأسقع، وأبو الحمراء مولى رسول الله ÷، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وسعد بن أبي وقاص، بطرق تضيق عنها الأسفار، ولا تستوعبها إلا المؤلفات الكبار، وهي متطابقة على معنى واحد، من جمع الأربعة: علي والزهراء والحسنين مع رسول الله ÷، وتجليلهم بالكساء، قائلاً ÷: «اللهم هؤلاء أهل بيتي»، وفي بعضها: «وعترتي»، وفيه: «أهلي، وأهل بيتي»، وفيه: «أهل بيتي وخاصتي»، ونحوها مما لا يخرج عن هذا المعنى، «فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً»، وفي بعضها: وفي البيت جبريل وميكائيل ª، والروايات مفيدة لوقوع ذلك، وتكرر نزول الآية في مقامات عديدة، ومدُد مديدة ... إلى آخره.

  قال الشيخ العلامة ابن تيمية في رسالته (فضل أهل البيت)، في شرح هذه الآية الكريمة: ولما بين الله سبحانه أنّه يريد أن يذهب الرّجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيراً، دعا النبي ÷ لأقرب أهل بيته، وأعظمهم اختصاصاً به، وهم: علي وفاطمة وسيدا شباب أهل الجنّة، جمع الله لهم بين أن قضى لهم بالتّطهير، وبين أن قضى لهم بكمال دعاء النبي ÷، فكان في ذلك ما دلّنا على أنّ إذهاب الرّجس عنهم وتطهيرهم نعمة من الله ليسبغها عليهم ورحمة من الله وفضلاً. انتهى.

  وروى أحمد في (مسنده)، والطّبراني، عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله ÷: «أُنزلت هذه الآية في خمسة: فيَّ وفي علي وحسن وحسين وفاطمة» رضوان الله عليهم أجمعين.