الحديث العاشر: حديث المنزلة
الحديث العاشر: حديث المنزلة
  روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي $، قال: (لَمّا حضرت غزوة دعاني رسول الله ÷، ودعا زيداً أو جعفراً، فعرض على جعفر أن يستخلفه على المدينة وأهله فأبي، وحلف أن لا يتخلّف عنه، فتركه رسول الله ÷، ثم عرض ذلك على زيد، فاستعاذه من ذلك، فأعاذه رسول الله ÷، ثم دعاني فذهبت لأتكلم، فقال لي: «لا تتكلم حتى أكون أنا الذي آذن»، فاغرورقت عيناي، فلمّا رأى ما بي، أذن لي، فقلتُ: «يا رسول الله خلالّ ثلاثّ مالي منهنّ غنى، قال: «وما ذاك»؟! قلت: يا نبي الله والله ما أملك شيئاً، وما عندي شيء، وما بي غنى عن سهم أصيبه مع المسلمين، فأعود به عليّ وعلى أهل بيتك، وأما الأخرى فما بي غنى عن أن أطأ موطئاً يغيظ الكفار، ولا أقطع وادياً ولا يصيبني ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ليكتب الله لي به أجراً حسناً، وأما الثالثة: فإني أخاف أن تقول قريش ما أسرع ما خذل ابن عمّه ورغب بنفسه عن نفسه، فقال ÷: «إني مجيب في جميع ما قلت، أمّا ما ترجو من السّهم، فإنّه قد أتانا بهارٌ من فلفل فبعه واستنفع به حتى يرزقك الله ø من فضله، وأمّا رغبتك في المخمصة والنّصر في سبيل الله، أفما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي، وأمّا قولك إن قريشاً ستقول ما أسرع ما خذل ابن عمّه، فقد قالوا لي أشد من هذا، فقالوا: إني ساحٌ وكتاب فما ضرني ذلك شيئاً»، وقد ذكر هذا