النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الحديث العاشر: حديث المنزلة

صفحة 97 - الجزء 2

  إذ أقبلت فاطمة تبكي، وساق الحديث بطوله، إلى أن قال لها النبي ÷: «أما ترضين أنّ علياً مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنّه لا نبيّ بعدي».

  ومنها رواية أخرى عن ابن عباس: أن النبي ÷ قال لأم سلمة: «يا أم سلمة، هذا لحمُه من لحمي، ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى؛ يا أم سلمة، هذا أخي في الدّنيا وقريني في الجنة، تزول الجبال الراسيات ولا يزول عن دينه». انتهى مختصراً.

  وروى أبو طالب في (أماليه)، بسنده إلى أنس بن مالك، قال: لما خرج رسول الله ÷ إلى غزوه تبوك، استخلف علياً # على المدينة، وما هناك، فقال المنافقون عند ذلك: إنّ محمّداً قد شنى ابن عمّه وملَّه فبلغ ذلك علياً #، فشد رحله وخرج من ساعته، فهبط جبريل على رسول الله ÷ بقول المنافقين في عليّ، وخرج علي للحاق به، فأمر رسول الله ÷ منادياً فنادى بالتعريس في مكانهم، قال: ففعلوا، ثم جاؤا إليه يسألونه عن نزوله في غير وقت التعريس، فأخبرهم بما أتاه جبريل # عن الله ø، وأمرهُ أن يستخلف عليّ # بالمدينة، قال: فركب قومٌ من أصحاب النبي ÷ ليلقوه، فما راموا مواضعهم إلا وقد طلع عليّ # مقبلاً، قال: فتلقّاه رسول الله ÷ ماشياً، وتبعه الناس، فصافحه رجلاً رجلاً، ثم جلس رسول الله ÷ وحوله الناس، فقال رسول الله ÷ لعليّ: «ما أقبل بك إلينا يابن أبي طالب»؟! فقال: فقصّ عليه القصّة من قول المنافقين، فقال رسول الله ÷: «يا عليّ ما كان خلفتك إلا بأمر الله، وما كان يصلح لما هنالك غيري وغيرك، أما ترضى يابن أبي طالب أن أكون استخلفتُك كما استخلف موسى هارون، أما والله إنّك بمنزلة هارون من موسى، غير أنّه لا نبيّ بعدي»،