الحديث الثالث عشر: حديث الراية
  رسول الله ÷، كلهم يرجو أن يُعطاها، فقال: «أين علي بن أبي طالب»؟ فقالوا: يشتكي عينه يا رسول الله، قال: «فأرسلوا إليه، فأتوني به»، فلمّا جاء بصق في عينه، ودعا له فبرا، حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الرّاية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثمّ ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله فيه، فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حمر النَّعم».
  وفي (البخاري) عن سلمة، قال: كان علي قد تخلّف عن النبي ÷ في خيبر، وكان به رمد، فقال: أنا أتخلّف عن رسول الله ÷، فخرج علي فلحق بالنبي ÷، فلمّا كان مساء الليلة التي فتحها الله، في صباحها، قال رسول الله ÷: «لأعطينّ الرّاية، أو ليأخذنَّ الرّاية غداً رجلاً يحبّه الله ورسوله، أو قال: يحبّ الله ورسوله، يفتح الله عليه»، فإذا نحن بعليّ، وما نرجوه، فقالوا: هذا عليّ، فأعطاه رسول الله ÷، ففتح الله عليه.
  وفي (كنز العمال) وفي (مسند عبد الله بن عمر)، قال عمر بن الخطّاب، أو قال أبي: ثلاث خصال، لأن تكون لي واحدةٌ منهن أحبّ لي من حُمر النّعم: زوجه ابنته فولدت له، وسدّ الأبواب إلاّ بابه، وأعطاه الحربة يوم خيبر.
  وفيه أيضاً: عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: كان عليّ يخرج في الشّتاء في إزار ورداء، ثوبين خفيفين، وفي الصّيف في القبا المحشوّ، والثوب الثقيل، فقال الناس لعبد الرحمن: لو قلت لأبيك فإنّه يسمر معه، فسالت أبي، فقلت: إنّ الناس قد رأوا من أمير المؤمنين شيئاً، استنكروه،