الحديث الثالث عشر: حديث الراية
  قال: وما ذاك؟! قال: يخرج في الحرّ الشّديد في القبا المحشوّ، والثّوب الثقيل، ولا يبالي ذلك، ولا يتّقي برداً، فهل سمعت في ذلك شيئاً، فقد أمروني أن أسألك أن تسأله إذا سمرت عنده، فسمر عنده، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ النّاس قد تفقّدوا منك شيئاً، قال: وما هو؟! قال: تخرج في الحرّ الشديد في القبا المحشوّ والثّوب الثّقيل، وتخرج في البرد الشّديد في الثّوبين الخفيفين والملاءتين، لا تبالي ذلك، ولا تتقي برداً، قال: أو ما كنت معنا يا أبا ليلى بخيبر؟! قلت بلى والله، قد كنتُ معكم، قال: فإنّ رسول الله بعث أبا بكر فسار بالنّاس فانهزم حتى رجع إليه، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه، فقال رسول الله ÷: «لأعطينّ الرّاية رجلاً، يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله يفتح الله له، ليس بفرار»، فأرسل إليّ فدعاني، فأتيته وأنا أرمدٌ لا أبصر شيئاً، فتفل في عيني، وقال: «اللهمّ اكفه الحرّ والبرد»، فما آذاني بعده حرّ ولا برد.
  وفيه أيضاً عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله ÷: «لأعطينّ الرّاية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرّار غير فرار، ويفتح الله عليه، جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره»، فبات النّاس متشوقون، فلما أصبح، قال: «أين عليّ»؟! قالوا: يا رسول الله ما يبصر، قال: «أتوني به»، فلما أوتي به، قال النبي ÷: «ادنُ منّي»، فدنا منه، فتفل في عينه، ومسحهما بيده، فقام عليٌ من بين يديه، كأنه لم يرمد، أخرجه مالك بن أنس، والبيهقي، والبخاري، وغيرهم.
  وفي (مسند الإمام) علي للسيوطي، قال عن عليٌ: ما رمدت ولا صدعت منذ دفع رسول الله الله ÷ الرّاية إليَّ يوم خيبر، ق، و (الدلائل)،