الحديث الرابع عشر: حديث الطير
  وقال في (اللوامع) أيضاً: قال الذهبي: وأمّا حديث الطير، فله طرق كثيرة قد أفردتها بمصنف. قلت: صنف فيها بعد ما أدهشته كثرتها كما بهرته طرق خبر الغدير، حتى قطع بها، فأنوار فضائل الوصي ~ تارة تُدهشه وتارة تُبهره، وهو أعمى عن طريق الهدى لا يبصره، وكل ذلك من إخراج الله الحق على ألسنة المبطلين، والحمد لله رب العالمين. وفيها أيضاً: ولقد صنّف الحافظ العلامة محمد بن جرير الطبري كتاباً في طرق حديث الطير، في فضائل علي #، لمّا سمع رجلاً يقول: إنه ضعيف. قال الذهبي: وقفت على هذا الكتاب، فاندهشت لكثرة ما فيه من الطرق، فكيف بمن قال: إن صحّ حديث الطير فنبوّة محمد ÷ باطلة؟ وهو أبو بكر بن أبي داود، فهل بعد هذا من كفر صريح. انتهى من (اللوامع عن فرائد اللآلئ) للإمام محمد بن عبد الله الوزير.
  وروى الإمام البدر الأمير الصنعاني في (الروضة النديّة)، قال: قال المحبّ الطبري |: ذكر أنّه # أحبّ الخلق إلى الله بعد رسول الله ÷، عن أنس بن مالك، قال: كان عند رسول الله ÷ طيرٌ، فقال: «اللهم اثتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطّير»، فجاء علي بن أبي طالب، فأكل معه، أخرجه الترمذي، والبغوي في (المصابيح الحسان)، وأخرجه الجرمي، وقال: أهدي لرسول الله ÷ طيرٌ، وكان ممّا يعجبه أكله، ثم ذكر الحديث.
  وأخرجه الإمام أبو بكر بن محمد بن عمير بن بكر النجّار، وقال: عن أنس بن مالك، قال: قدًّمت لرسول الله ÷ طيراً، فسمى وأكل لقمة، ثمّ قال: «اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإلي»، فأتى عليّ، فضرب