الحديث الرابع عشر: حديث الطير
  ثم قال رسول الله عليه وآله وسلّم: «يا أنس افتح له»، فطال ما رددته، فقلتُ: يا رسول الله كنت أطمع أن يكون رجلاً من الأنصار، فدخل علي بن أبي طالب فأكل معه من الطير، فقال رسول الله ÷: «المرء يحبٌ قومه»(١).
  وأخرج ابن عساكر أيضاً، عن عبد الله القشيري، قال: حدّثني أنس بن مالك، قال: كُنت أحجب النّبي ÷ فسمعته يقول: «اللهم أطعمنا من طعام الجنّة» فأتي بلحم طير مشوي فوضع بين يديه، فقال: «اللهم ائتنا بمن تحبه ويحبك، ويحب نبيك، ويحبه نبيك»، قال أنس: فخرجت فإذا علي بن أبي طالب بالباب، فاستأذن لي، فلم آذن له، ثم عدت، فسمعت من النبي ÷ مثل ذلك، قال أنس: فخرجت فإذا عليّ بالباب، فاستأذنني فلم آذن له، أحسب أنه ثلاثاً، فدخل بغير إذني، فقال النبي ÷: «ما الذي أبطأ بك يا علي»؟! قال: يا رسول الله، جئت لأدخل، فحجبني أنس قال: «يا أنس لم حجبته»؟! قال: يا رسول الله لما سمعت الدعوة أحببت أن يجئ رجلٌ من قومي، فيكون له، فقال النبي ÷: «لا يضر الرّجل محبّة قومه ما لم يبغض سواهم»(٢).
  وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل، من حديث سفينة مولى رسول الله ÷، قال: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله ÷ طيرين بين رغيفين، فقدمت إليه الطّيرين، فقال رسول الله ÷: «اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك»، فجاء علي # فرفع صوته فقال رسول الله ÷: من هذا؟! فقال: علي، فقال: «فافتح له»،
(١) تاريخ مدينة دمشق: ٦٠/ ٥١.
(٢) تاريخ مدينة دمشق: ١٥/ ٢٠٠.