الحديث الثالث والتسعون حديث الأمراء من قريش
  أكثر من زمان ومكان على مرور الدهر يهيئ الله ø لهم معرفة الحقّيقة، ويُسهَّل لهم الطريقة التي يرضاها لهم، ويذلّل لهم الصعوبات رغم المكاره الصعبة من قل النّاصر، وكثرة الخاذل، وقل المؤن، يُعلنون الحقّ وينورونه، ويردون كيد الكائدين، فينتصروا حقاً، ولذا جاء بهذه العبارة، بالأمر الذي يهز المشاعر: «فاعتبروا يا أولي الأبصار، وتوكلوا على الله».
  وعن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان»، هذا الحديث الشريف من معجزاته ÷ لأنه إخبار بالمغيبات، وهو الملموس على طول الأزمان ومرور الدهور والقرون في كل الشعوب الإسلامية، علمه من علمه، وجَهلَه مَن جهله أو تجاهله، وهذا الحديث الشريف قد شرحه مولانا الحجة شيخ الإسلام الإمام مجد الدين بن محمّد المؤيدي رضوان الله تعالى عليه، في كل من (لوامع الأنوار)، و (التّحف)، و (مجمع الفوائد)، ومنه أنقل مختصراً، قال رضوان الله تعالى عليه: مبحث في الخبر النبوي (الأئمة من قريش) وما في معناه من كتب المحدثين، وقد اخترت النقل عن (البخاري)، وشرحه (الفتح) لكونهما أشهر كتب العامة، وهو مستوفى من طرق أهل البيت $ في (الشّافي)، و (شرح المجموع)، إذ هو من أخبار (المجموع) الشريف، و (الجامع الكافي)، و (نهج البلاغة)، وغيرها، وفيه اعتراف المحدث الكبير ابن حجر لأئمة أهل البيت $ في اليمن، ونقل إجماع الأمة على أنّ الإمامة في قريش، إلاّ من لا يعتد بقوله، كالخوارج، وفيه الرّد المفحم على من يتشدّق بالإنكار على أئمّة أهل البيت $، وفي مقدمتهم الإمام الهادي إلى الحقّ رضوان الله عليهم، بقولهم بمنصب الإمامة،