الباب الأول نماذج يسيرة مختصرة من حياة الرسول الأعظم ÷
  قال ÷ فالطائفة لا تزال إلى يوم القيامة فكم قاتل لهم وخاذل ومشرد ومطرود وهم على نور النبوة لا يضرهم ما نالوه.
  ومن ذلك أن فارس غلبت الروم فأخبر ÷ أن الروم ستغلب لما نزل قول الله ø: {الم ١ غُلِبَتِ الرُّومُ ٢ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ٣ فِي بِضْعِ سِنِينَ}[الروم: ١ - ٤] وكان الأمر كما أخبر الوحي رسول الله ÷ وكان الأمر كما قال.
  ومن ذلك قصة سفينة مولى رسول الله ÷ قال ¥: ركبت سفينة في البحر فانكسرت بي، فركبت لوحاً منها فأخرجني إلى أجمة فيها أسد، فإذا هو قد أقبل علي فلما رأيته قلت: يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله فأقبل يبصبص بذنبه حتى ضربني بجنبه كأنما سمع صوتاً أهوى إليه، ثم أقبل يمشي إلى جنبي حتى أقامني على الطريق، ثم همهم ساعة فرأيت أنه يودعني ثم تنحى.
  ومن ذلك ما رواه ابن حجر قال: عدا كلب أسود على رجل من أهل الذمة، فدخل البحر فمكث الكلب قائماً ينتظره فلما أبطأ عليه، قال: أنا لي ذمة محمد ÷ فولى الكلب يعدو.
  ومن ذلك تظليل الغمام، وقع له ÷ قبل النبوة مرات إرهاصاً منها ما وقع له وهو عند حليمة السعدية، ومنها ما وقع له وهو مع عمه أبي طالب حين سافر معه إلى الشام، ومنها وهو راجع مع ميسرة غلام خديجة رضوان الله تعالى وسلامه عليها، ومنها وهو في المدينة، ومنها وهو في بعض غزواته.