الباب الأول نماذج يسيرة مختصرة من حياة الرسول الأعظم ÷
  ومن السيرة النبوية الشريفة لما خرج رسول الله ÷ من مكة مهاجراً إلى المدينة جعلت قريش فيه مائة ناقة لمن رده عليهم، فطمع سراقة بن جعشم في ذلك فاقتص أثرهم فعثر به فرسه فسقط عنه، ثم عشرت به فسقط عنه، ثم لما بدا له القوم ورآهم عثرت به فذهبت يداه في الأرض وسقط عنه ثم انتزع يديه من الأرض وتبعهما دخان كالإعصار قال: فعرف حين رأى ذلك أنه ÷ ممنوع منه وأنه ظاهر فرجع ... إلى آخر القصة.
  ومن ذلك الدخان بمكة فعن عبدالله بن مسعود: ألا وسأحدثكم أن قريشاً لما استعصبت على رسول الله ÷ دعا عليهم فقال: «اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف» فأصابهم الجهد حتى أكلوا الجيف والعلهز، وكان الرجل يرى بين السماء والأرض الدخان، وكان يحدث الرجل فيسمع كلامه ولا يراه من الدخان فمشى إليه أبو سفيان ونفر معه، وناشدوه الله والرحم وواعدوه إن دعا لهم وكشف عنهم أن يؤمنوا فلما كشف عنهم رجعوا إلى شركهم.
  قال الدكتور مصطفى محمود وهو من أهل التوحيد والعدل والعقل: وإذا كان هناك معجزة في الموضوع [يعني في نبوة سيدنا محمد ÷] فإنها لم تكن شق بحر أو إحياء ميت أو شفاء أبرص أو إخراج حية من عصا، وإنما كانت المعجزة هي ذات محمد نفسه التي جمعت الكمالات، وبلغت في كل كمال ذروته، وكان محمد ذاته كسلوك وخلق وسيرة هو المعجزة التي تسعى على الأرض، وأن تبلغ ذلك الكمال في صفة واحدة فتبرز