الباب الأول نماذج يسيرة مختصرة من حياة الرسول الأعظم ÷
  فيها وتتفوق على أقرانك فهذه هي العبقرية، أن تبلغ الذروة في الخطابة فأنت ديموستن، وأن تبلغ الذروة في الشعر فأنت بيرون، وأن تبلغ الذروة في الزعامة فأنت بركليس، وأن تبلغ الذروة في الحكمة فأنت لقمان، وأن تبلغ القمة في فنون الحرب فأنت نابليون، وأن تبلغ الذروة في التشريع فأنت سولون، أما أن تكون كل هؤلاء وأن تمتحنك الأيام في كل صفة فتبلغ فيها غاية المدى دون مدرسة أو معلم فهو الإعجاز بعينه، وإذا حدث فإنه لا يفسر إلا بأنه نبوة ومدد وعون من الله الوهاب وحده، وهذا هو برهاني على نبوة محمد، فها أنت أمام رجل إذا تحدث كان أبلغ البلغاء، وإذا نطق كان أفصح الفصحاء لا ينطق عن الهوى ولا يتحدث عن حفيظة وإنما عن حكمة الحكيم، وبصيرة البصير الملهم، وهذه أحاديثه المجموعة تشهد لنا بأنها من جوامع الكلم ... إلخ.
  إن من معجزاتك العجز عن وصفك ... إذ لا يحده الإحصاء
  كيف يستوعب الكلام سجايا ك ... وهل تنزح البحار الركاء
  وقد كان رسول الله ÷ معجزاً صغيراً وكبيراً، ذاتاً وصفاتاً، وأعمالاً وأقوالاً، وخلقاً وخلقاً، وتشريعاً وحكماً وعلماً، وحرباً وسلماً:
  ليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد