النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة

صفحة 96 - الجزء 1

  قال في (الدر المنثور) عن شمر بن عطية قال: جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار فقال: حدثني عن قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ} قال: مثل نور محمد ÷ {كَمِشْكَاةٍ} قال: المشكاة الكوة ضربها مثلاً لفمه، {فِيهَا مِصْبَاحٌ} والمصباح قلبه، {فِي زُجَاجَةٍ} والزجاجة صدره، {الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} شبه صدر محمد ÷ بالكوكب الدري، ثم رجع إلى المصباح إلى قلبه فقال: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ} قال: يكاد محمد ÷ يبين للناس ولو لم يتكلم أنه نبي كما يكاد ذلك الزيت يضيء ولو لم تمسسه نار.

  وعن ابن عباس ®: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} قال: الله هادي أهل السماوات والأرض، مثل نوره يا محمد في قلبك كمثل هذا المصباح في هذه المشكاة، فكما هذا المصباح في هذه المشكاة كذلك فؤادك في قلبك، وشبه قلب رسول الله ÷ بالكوكب الدري الذي لا يخبو {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} تأخذ دينك عن إبراهيم # وهي الزيتونة {لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} ليس بنصراني فيصلي نحو المشرق ولا يهودي فيصلي نحو المغرب {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ} فيقول: يكاد محمد ينطق بالحكمة قبل أن يوحى إليه بالنور الذي جعل الله في قلبه.

  وعن سعيد بن جبير: {مَثَلُ نُورِهِ}، قال: محمد ÷، {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ} قال: يكاد من رأى محمدا ÷ يعلم أنه رسول الله وإن لم يتكلم.

  قلت: لأن نوره بهي، ووجهه وضي، وخلْقَهُ زكي، وخُلْقَهُ رضي، من رآه أحبه، ومن سمع به اشتاق إليه، وورد عليه ÷، وفي الآية الكريمة تفاسير أخرى، منها ما ذكره الحاكم في شواهد