الأمالي للقاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

النص المحقق

صفحة 495 - الجزء 1

  الدِّينِ اجتهادًا، فذلك الذي يَنتفِعُ بالعِلمِ فَلَيَتَعَلَّمهُ، ومَن طَلَبَ العِلمَ للدُّنيا والمنزلة عندَ النَّاسِ والحظوة عندَ السُّلطان لم يُصِب منه بابا إِلَّا ازداد به في نَفْسِهِ عَظَمةٌ، وعلى النَّاسِ استطالة، وبالله اغترارًا، وفي الدِّينِ جَفاء، فذلك الَّذي لا يَنتفِعُ بالعِلمِ فَلَيَكُفَّ وَليُمسِكَ عَن الحُجَّةِ عَلَى نَفْسِهِ وَالنَّدَامَةِ والخزي يوم القيامة».

  قال: أراد ÷ بأوَّلِ الكلمةِ أنَّ طالب العِلمِ كلَّما استكثَرَ منه لله سبحانه يَجِدُ نَقصَ نَفْسِهِ أكثرَ؛ لعِلمِه عند ذلك بكثرة العلوم التي لم يُصبها، فَيَستنقِصُ نَفْسَه؛ لا أنَّه بالعِلم يَذِلُّ، وليس كذلك مَن يَطلبه لإقامة السُّوقِ؛ لأنَّ مَن هذه حالُه إِذا ظَفِرَ بما يُقِيمَ سُوقَه وَجَدَ لنفسه العِزَّ مِن حيث يكتفي بذلك.