الأمالي للقاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

الأحاديث المستدركه من ترتيب «الأمالى»

صفحة 504 - الجزء 1

  قال قاضي القضاة: نبَّه ÷ أولياءه على ما لهم مِن الثَّوابِ والمَنزِلَةِ الرَّفِيعَةِ على الصَّبرِ على نَكَدِ الدُّنيا وَتَحَمُّل شدائدها، وأنَّها جُعِلَت كالطَّريقِ إلى الآخِرَةِ، وهي فانيةٌ، وثواب الآخِرَةِ خَيرٌ لهم مِن عظيم نَعيمها.

  ٢٤٠ - وبه قال: أخبرنا أبو الحسنِ عَلَانُ بنُ إبراهيمَ الكَرَجِيُّ، قال: حدثنا الحسين بن إسحاق العجلي، قال: حدثنا يوسف بنُ سعيد قال: حدثنا موسى بنُ داوودَ، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن صيفي، عن أبي سعيد الخدري، أنَّ النبي ÷ قال: «إنَّ الله تعالى يقولُ للعَبدِ: أَحسَنَ إِلَيكَ فُلانٌ؟ فيقولُ: نعم، يا ربِّ، فَشَكَرْتُكَ، فَيَقُولُ: لو شَكَرتَني لَشَكَرتَهُ».

  قال قاضي القضاة: إنَّما قال ÷ لأنَّ المُحسِنَ المُشاهَدَ يُعرَفُ قَصده إلى الإحسانِ باضطرار، ويُعلَمُ أنَّه مُنعِم بهذا الوجه، فلا يجوزُ مِنَ العبدِ أن يكون شاكرًا لله تعالى، وإِنَّما يُعلَمُ إنعامه