الأحاديث المستدركه من ترتيب «الأمالى»
  بالدليل، ولا يكون شاكرًا لِمَن ذَكَرنا؛ دَلَّ ذلك على أنَّ العبد فاعل مختار، فلذلك يستحق الشكر، ودَلَّ به على أنَّ إنعام العبدِ هو نعمةٌ مِنَ اللَّهِ تعالى أيضًا فَيَلزَمُ شُكره.
  ٢٤١ - وبه قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن فارس، قال: حدثنا أحمد بن يونس الضَّبي، قال: حدثنا موسى بن مسعود، قال: حدثنا زُهَيْرُ بنُ محمد، عن محمَّدِ بنِ عمرِو بنِ حَلْحَلةَ، عن مَعِبَدِ بن كعب بن مالك، أنَّ أبا قَتَادَةَ بن رِبعِي أخبره قال: بينا نحن جُلوس مع رسولِ اللهِ ÷ إذ مرت جنازةٌ تُحمَلُ، فقال ÷: «مستريح و مستراح. منه» فقلنا: يا رسولَ اللهِ ما المستريحُ؟ قال: «العبد المؤمنُ يستريحُ مِن نَصبِ الدُّنيا وأذاها إلى رحمة الله تعالى» قلنا: ما المستراح منه؟ قال: «العبدُ الفاجر تستريحُ منه العباد والبلاد والشَّجَرُ والدَّوابُّ».
  قال قاضي القضاة: دَلَّ ÷ بهذا الخبر على أنَّ الفاجر ليس بمؤمن من حيث فصل بينهما، وبيَّنَ أَنَّ المؤمنَ يستريحُ مِنَ الدُّنيا إلى رحمة الله تعالى، وليس كذلك الفاجر؛ لأنَّه مُستراح منه؛ فأَما العباد يستريحون مِنَ الإنكار عليه، ومِنَ الغَمِّ بظهورِ الفُجور وأما منه، البلاد فإنَّها تتقدَّسُ بالمؤمن، ويصيرُ فُجورُ الفاجر كالوصمة فيها، وكذلك