طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

في المحبة لله تعالى وحسن المراقبة

صفحة 115 - الجزء 1

  فقال: من أين أقبلت؟ قال: من الأنس بالله.

  وقيل لرابعة العدوية: بم نلت هذه المنزلة؟ قالت: بتركي ما لا يعنيني، وأنسي بمن لم يزل.

  وقال عبد الواحد بن زيد: مررت بعابد في صومعة فقلت: لم أعجبتك الوحدة؟ فقال: يا هذا لو ذقت حلاوة الوحدة لاستوحشت إليها من نفسك، الوحدة رأس العبادة، قلت: متى يذوق العبد حلاوة الأنس؟ قال: إذا صفا الود، وخلصت المعاملة، قلت: متى يصفو الود؟ قال: إذا صارت الهموم هماً واحداً. وأوحى الله تعالى إلى داود عليه الصلاة والسلام كن بي مستأنسا ومن سواي مستوحشاً.

  وسئل الجنيد عن المحبة لله تعالى قال: عبد ذهب عن نفسه واتصل بذكر ربه وقام بأداء حقوقه، ونظر إليه بقلبه، فإن تكلم فبالله، وإن سكت فمع الله.

  وقال أبو يزيد: المحبة إيثار المحبوب عن كل مصحوب.

  ويقال: المحبة الميل الدائم بالقلب الهائم.

  ويقال: المحبة أن تكون للمحبوب كالمملوك حتى لا يكون لك منك شيء.

  ويقال: المحبة محو ما سوى المحبوب من القلب.

  وقال سمنون: ذهب المحبون بشرف الدنيا والآخرة، لأن النبي ÷ يقول: «المرء مع من أحب».

  ورئي مجنون ليلى في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وجعلني حجة على المحبين.