طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

في المحبة لله تعالى وحسن المراقبة

صفحة 116 - الجزء 1

  ويقال: المحبة أن تكون مع محبوبك بنسيان حظوظك وخلع أوصافك.

  ويقال: الحب كامن في الفؤاد كالنار في الزناد إِن قدحته أوري، وإن تر كته توارى، فهو ألطف من أن تدركه عبارة، وأدق من أن تتناوله إشارة، يستدل عليه بآثاره، ويعرف وجوده بأنواره.

  مَطله أطيب من وصله ... وجوره أحلى من عدله

  وصعبه أهنا من سهله ... ومنعه أشهى من بذله

  أهتز عند تمني وصله طرباً ... ورب أمنية أحلى من الصفر

  يجني عليَّ وأجني من معاطفه ... ففي الجنى والجنايات انقضى عمري

  وقال يحيى بن معاذ: ليس بصادقٍ من ادعى محبته ولم يحفظه.

  وقال: الجنيد: المحبة إفراط الميل بلا نيل.

  وقال المحاسبي: المحبة ميلك إلى المحبوب بكليتك، ثم إيثارك له على نفسك وروحك ومالك، ثم موافقتك له سراً وجهراً، ثم علمك بتقصيرك في حبه.

  ودخل جماعة على الشبلي وهو في المارستان، فقال: من أنتم؟ فقالوا: أحبابك فرماهم بحجر فهربوا، فقال: يا كذبة، لو صدقتم في ولائي ما فررتم من بلائي. وذكرت المحبة عند ذي النون فقال: اسكتوا لئلا تسمع النفوس فتدعى، وأنشد يقول:

  الخوف أولى بالمسيء ... إذا تأله والحزن

  والحب يجمل بالتقي ... وبالنقي من الدرن

  وقال إبراهيم بن أدهم يوماً: اللهم إن كنت أعطيت أحداً من المحبين ما