طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

في المحبة لله تعالى وحسن المراقبة

صفحة 117 - الجزء 1

  يسكن به قلقه قبل لقائك فأعطني ذلك، فقد أضر بي القلق، فرأى في المنام قائلاً يقول: يا إبراهيم يا إبراهيم أما تستحي تسأل الله أن يعطيك ما يسكن به قلقك قبل لقائه، وهل يسكن قلق المحب إلا بلقاء حبيبه؟!.

  لو شئت داويت قلباً أنت مسقمه ... ففي يديك من البلوى سلامته

  القلب في وله والطرف منتظر ... من كان مثلي فقد قامت قيامته

  وفي بعض كتب الله تعالى المنزلة: لن يسأم المحبون لله ø من طول اجتهادهم، بل يحبونه ويحبون ذكره، ويحبونه إلى خلقه، يمشون بين عباده بالنصائح، ويخافون عليهم يوم تبدو الفضائح، أولئك أولياء الله تعالى وأحباؤه، وأهل صفوته، أولئك لا راحة لهم دون لقائه.

  وقال ذو النون: ما ولع امرؤ بذكر الله إلا استفاد محبة الله.

  وقال إبراهيم بن أدهم يوماً لرجل: يا أخي، تحب أن تكون لله ولياً ويكون لك محباً؟ قال: نعم، قال: دع الدنيا وأقبل على ربك بقلبك يقبل عليك بوجهه، فإنه بلغني أن الله تعالى أوحى إلى يحيى بن زكريا - عليهما الصلاة والسلام -: يا يحيي، إني قضيت على نفسي أنه لا يحبني أحد من خلقي أعلم ذلك من نيته إلا كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، وفؤاده الذي يعقل به، فإذا كنت كذلك بغضت إليه أن يشتغل بغيري، وأدمت فكره، وأسهرت ليله، وأظمات نهاره، أنظر إليه في كل يوم سبعين نظرة، فأري قلبه مشغولاً بي، فأزداد من حبه وأملأ قلبه نوراً حتي ينظر بنوري، فكيف يسكن يا يحيي قلبه وأنا جليسه وغاية أمنيته، وعزتي وجلالي لأبعثنّه مبعثاً يغبطه النبيون والمرسلون، ثم آمر منادياً ينادي: هذا حبيب الله تعالى وصفيه دعاه إلى زيارته، فإِذا جاءني رفعت