حكاية عن أعرابي
  عن الغنم، فلما كان بعد أيام قالوا: نرى الذئب في هذا اليوم قد أكل الغنم، فجاء الخبر بعد شهر بموت عمر بن عبد العزيز - رضي الله تعالى عنه -.
  روي أنه أرسل رسولاً إلى ملك الروم بأسارى منهم يفاديهم بأسارى من المسلمين، ففي بعض الأيام دخل الرسول على الملك فوجده حزيناً فسأله، فقال: مات الرجل الصالح الذي كنت أحسب لو كان أحد يحيي الموتى لكان عمر بنعبد العزيز، ولست أعجب من الراهب الذي يغلق بابه ويترك الدنيا، ولكن أعجب ممن كانت الدنيا تحت قدميه فتركها.
  وقال أبو سليمان الداراني - رضي الله تعالى عنه -: كان عمر أزهد الناس وأزهد منه أويس القرني - رضي الله تعالى عنه -. وروي أنه لما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة خير زوجته في فراقها أو تقيم عنده، ولا يحصل بينهما شيء، فقالت: أقيم عندك على ما ذكرت، فمات ولم يغتسل من جنابة ولا احتلام، لأنه جعل أوقاته كلها في العبادة وخدمة المسلمين، وكان قبل الخلافة يلبس أفخر الثياب، فلما تولى صار له قميص واحد وإزار واحد قيمتهما أربعة عشر درهما، وقيل له: لو اتخذت حرساً لطعامك وشرابك كما يفعله الخلفاء، فقال: اللهم إن كنت تعلم أني أخاف شيئاً غير يوم القيامة فلا تؤمن خوفي، وذكر القيامة يوماً فبكي بكاء كثيراً حتى أغمي عليه، ثم ضحك فسئل عن ذلك فقال: رأيت القيامة ومنادٍ ينادي أين عمر بن عبد العزيز، فوقعت على وجهي فأتاني ملكان فأوقفاني بين يدي الله تعالى فحاسبني حساباً يسيراً ثم رحمني، فبينما أنا مع الملكين إذ رأيت جيفة، فقلت: من أنت قال: الحجاج، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: وجدته شديد العقاب، ولكن انتظر ما ينتظره الموحدون.