طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الشيخ محمد بن أبي الغيث الرقمي

صفحة 184 - الجزء 1

  وتخشعاً الله، وتقرباً بنفع المسلمين، رأيته إذا مشى كأنه راكع من خشية الله، وكان يدخل البيوت، ويعظ النساء ويخبرهن بالواجب عليهن من الصلاة، والزكاة، وطاعة الأزواج، ويطوف على الأرامل والأيتام، ويقضي مآربهن، حتى صلح من الرجال، والنساء، والصبيان، ببركته خلق كثير في زمانه، وكان إذا حضر في مجمع لم يكن منه فيه إلا وعظاً شافياً، ودعاءً، وتضرعاً، وبكاءً، وتخشعاً، وترك الأقران في آخر زمانه مشتغلاً بالعبادة الخالصة، وقد فاز في العلم والتجارة الرابحة والسعايات الصالحة إن شاء الله تعالى، وتوفي بصنعاء مشكوراً سعيه، باقياً في الصالحين هديه.

  قبر قبلي صنعاء بالقرب من قبر فروة بن مسيك صاحب رسول الله ÷ ¦ وأعاد من بركاته على العارف والسامع والمبلغ آمين.

  قال الفقيه الإمام الحسن بن محمد النحوي ¦: ذكر الصالحين وكراماتهم جلاء القلوب القاسية.

  وكان هذا الإمام من العلماء الأعلام، وكان يفتي على جميع المذاهب لإحاطته بعلومهم، وكان أشد الناس مودة لآل محمد ÷، وأكثرهم تعظيماً لهم وتوقيراً.

  قال السيد العالم يحيى بن المهدي: سمعته ¦ يقول: إذا لم يكن في حلقة قراءتنا من أهل البيت أحد اعتقدتها خداجاً ونقصاً، وسمعته يوماً يحكي في مجلس الدرس أنه رأى في المنام أن القيامة قامت وأن الناس في قاع صفصف، وليس راكباً إلا الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة # راكباً على فرس بيضاء، ورديفه عليها رجل من المشرق، يعرفه، صالح، والإمام يسرع بسير الفرس وهو يقول: لمثل هذا اليوم حسّنا الظن بالناس، لمثل هذا اليوم حسّنا الظن بالناس.