نقول من كتاب صلة الإخوان
  فاطلبه، والتوكل على الله شرف الدنيا والآخرة فالزمه، والموت آتٍ غير فائت فأدم ذكره، والدنيا حانوت الشيطان فاخرج منها، والناس فتنة فافزع إلى الخلوة، ويا ليتك يا يحيى تأخذ معنا فيما أنعم الله علينا من نور اليقين، وقرار الدعة، ولذة العيش، وصفوة النعم من البارئ ø فتصب.
  وروى تلميذه الفقيه الفاضل علي بن أحمد بن همدان قال: سألت وشيخي وطريقي إلى الله تعالى: أي البكاء أعظم؟ بكاء الخوف؟ أو بكاء الشوق؟ أو بكاء الفرح؟ أو بكاء المحبة؟ فقال: بكاء الفرح؛ لأنه يكون مقروناً بملاقات المحبوب، وقلت له يوماً: ياسيدي، أي الاسمين أعظم قول العبد الله الله؟ أو قوله: أنت أنت؟ فقال: قوله: أنت أنت؛ لأن الغيبة على العارف حرام، والحضور مرام، فذكر الحاضر مع مولاه بقلبه، والغائب بعقله.
  ومن كلامه لبعض إخوانه إن العدو غايته أن يأخذ الروح والمال، والشيطان نعوذ بالله منه العدو الأكبر يطلب هلاك الروح والمال والعار والخلود في النار، ودواعي الفسوق، وأنواع العقوق، والكفر والنفاق، ويذود عن مكارم الأخلاق، ويدني الشقاق وسوء الأخلاق، فأيها يا أخي أضر عداوة وأشد مكيدة؟!، فهو الكلْبُ الكَلِب وليس المفزع إلا إلى ربه، والاستعانة به والاستغاثة من شره بربه، والفرار من طريقه والهروب من قربه إن شاء الله تعالى.