طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

في محاسبة النفس

صفحة 189 - الجزء 1

في محاسبة النفس

  ألجم نفسك بلجام الزهد، وحرفها بعنان التقوى، وأجرها في ميدان الورع، وسقها بسوط الصبر، وأدخلها اصطبل الخلوة، وأعلفها الجوع، واسقها ماء الدموع، وألبسها الذل والخضوع، واربطها إلى جدار التوكل.

  ومن كلامه - رضي الله تعالى عنه -:

  طوبى لمن كان منطقه ذكراً، ونظره اعتباراً، وسكوته فكراً، ووسعه بيته.

  ومن الصلة أيضاً: وكتب إلى تلميذه وأحب إخوانه إليه الفقيه قاسم بن عمر الحويلي وهو رجل نشأ على طاعة الله وخوفه، واستصبح بنور علم إبراهيم بن أحمد الكينعي وفعله، وخرج من ماله كله، وأنفقه على المسلمين والفقراء المحتاجين، ذو بصيرة ودين، رصين وورع، متين يضرب بورعه المثل، ويقتدى به الآن في القول والعمل، وكان إبراهيم الكينعي ¦ يقف معه في بيته، ويعتمد في أكثر مهماته عليه، ويقبل بكله إليه، وكان محسناً على يد إبراهيم إلى كافة الإخوان، وهو باقٍ على ذلك إلى الآن، ممن يتعب نفسه في حوائج المسلمين، وفقه الله ونفع به وبصالح عمله آمين، وهو ما أوله من عبد أساء وعصى من ليس بأهل أن يعصى، ذلك الله الملك الأعلى.

  السلام عليك يا أخي من قلب إليك مشتاق، وفيه ألم واحتراق، من البعد عنك ومن خوف يوم التلاق، وماله من الله من واق، يوم يؤخذ بالنواصي من كان الله عاصي، ما فيه لأحد خلاص إلا الإخلاص لمن نزل سورة الإخلاص،