نقول من (لوامع الأنوار)
  لكم بهذه الشهادة عن أبي وعن مشاهدة الماء يخرج من نفس الخشبة، قال: فقلت له يا أبة كيف اعتقاداتك أعتقد بها؟ فقال: يا ولدي كما قيل:
  لو شق قلبي لبدا وسطه ... سطران قد خطا بلا كاتب
  العدل والتوحيد في جانبٍ ... وحب أهل البيت في جانب
  إن كنت فيما قلته كاذباً ... فلعنة الله على الكاذب
  إمام العبَّاد وسيد الزهاد الولي الرباني إبراهيم بن أحمد الكينعي قدس الله سره: إنَّ العامل الزاهد حاتم بن منصور الحملاني صلى بالجماعة إماماً زهاء أربعين سنة ماترك صلاة واحدة يعلمها، ولا مدة الأربعين سجد لسهوه إلا ست مرات، وما يدع البكاء في الصلوات الجهرية والمخافتة، وما يترك صلاة التسبيح في اليوم في وقت الضحى، ولا في الليلة مرة حتى لقي الله تعالى.
  وفي (صلة الإخوان): أنه كان | قد براه الخوف، وأنحلته العبادة، حتى كان يُرَى كالشن من الخوف والبكاء، ما رؤي على رأسه عمامة قط، وكان يلبس الثوب إلى نصف ساقه، ولا يسدل الثوب في صلواته، إلى أن قال: وكان محلقاً(١) وشيخ أهل زمانه في أصول الدين، وأصول الفقه، وله موضوعات ومسائل فقه مروية، وأنظار واجتهاد، فعراه الخوف واشتغل بالعبادة وقد أخذ منه بالنصيب الأوفر إن شاء الله تعالى، وكان لا يدخر شيئاً حتى ليومه، بل يؤثر به إخوانه، ويواسي بما فتح الله له أهل الفاقة من المسلمين، وكان يدّان المئين والألوف من الدراهم والدنانير في تزويج الفقراء من درسته وإخوانه ومن شكا عليه العنت، وما خلَّف شيئاً من متاع الدنيا إلا ثوباً وكوفية ونعلاً، وكان تحته
(١) لعل الصواب محققاً.