طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

نقول من (لوامع الأنوار)

صفحة 192 - الجزء 1

  بساط خلق وفروة عارية، وتولى قضاء ديونه وتحمل مشقة أطفاله ولده الفقيه الزاهد الفاضل محمد بن حاتم بن منصور.

  وروى لي ولده هذا أن تاجراً من أهل صنعاء وكان صالحاً تقياً جاءه ليودعه وهو يريد التجارة إلى مصر، فقال له حاتم ¦: يا فلان لو خيرت بين أن أحوز هذا الذي شغلك أو أكون أعمى وأصماً لاخترت العمى والصمم.

  وكان لا تأخذه في الله لومة لائم، جاءه يوماً أمير صنعاء وملكها معتذراً في حد سارق وجده أخذ على أخ من إخوانه ثوباً في الليل، فسلم على الفقيه وأراد تقبيل يده، فانزوى عنه الفقيه وعن مس يده كأنَّها ثعبان فقال: يا سيدنا فعلنا كذا بهذا السارق وصنعنا، فقال له الفقيه أعاد الله من بركاته: يا عبدالله هذا السارق يأخذ الناس بالليل وأنت تأخذهم بالنهار، فبهت ذلك الأمير، وولى منكسر القلب مسود الوجه.

  وتوفي - رضوان الله تعالى عليه - وقبره بصنعاء، وبجانبه جماعة من الأولياء منهم السيد الإمام المهدي قاسم بن مطهر بن أحمد بن أبي طالب الزيدي الحسيني، والولي الزاهد سعيد بن منصور الحجي، والفقيه الإمام إبراهيم بن علي العراري، والسيد الإمام الحسن بن المهدي بن الهادي، والفقيه العلامة العابد محمد بن علي الأعقم الآنسي، والعلامة محمد بن زيد بن ذاعر، والمقري العابد الأكمل عمر بن أحمد الشرفي، والفقيه العالم يحيى بن محمد التهامي، والفاضلان ذوي التقوى واليقين راشد بن محمد بن نشيب وولده عبدالله بن راشد، وغيرهم رضوان الله تعالى وسلامه عليهم.

  وقد رثاه السيد الإمام عبد الله بن محمد بن الإمام يحيى بن حمزة بن علي الحسيني بقوله: