طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

في الخشوع والعبادة

صفحة 204 - الجزء 1

في الخشوع والعبادة

  قال بعض إخوان العارف بالله إبراهيم الكينعي رضوان الله تعالى عليه له: يا سيدي إن في قلبي قسوة، وإذا دخلت في الصلاة كأني في السوق لا أعقل ما أصلي، فقال له ¦ -: يا فلان تعوذ بالله من الشقاوة أليس الله يقول: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ٢}⁣[المؤمنون] ولم يقل غافلون، وقال ÷: «ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت، وإن أحدكم ليكتب له من صلاته ربعها، أو خمسها، أو سدسها، أو عشرها، يكتب له ما عقل لا ما عنه فل لكن خالطك داء ان عظيمان».

  أحدهما: اشتغالك بالدنيا وفضلاتها وفضولها، فتأتي إلى الصلاة بعد هذا الشغل وتجعل صلاتك كقدح الراكب، كما روي عن بعض الصالحين قال لإخوانه أراكم تجعلون عمل الدنيا مقدماً موقراً، وعمل الآخرة منقوصاً مؤخراً، وقد قيل: من سها في وضوئه سها في صلاته، وإذا لم تهب الملك الذي تقدم عليه وتطلب رفده وتناجيه بقلب حاضر مقتك. المصلي يقرع باب الله، وهو بساط الله، والله مطلع على حركاته وسكناته وضمير قلبه ولمحات طرفه، عجبت لغافلٍ غير مغفول عنه.

  الداء الثاني: تأتي إلى الصلاة وبطنك شابع ولست بجائع، وقد قال ÷: «من ملأ بطنه من الطعام فقد الخشوع ولهذا قال النبي داوود #: لأن أترك من عشائي لقمة أحب إلي من قيام عشرين ليلة».

  يا فلان مثل القلب مثل الجوهرة الشفافة، فإذا أضيف إليه ما يوافقه من