حكاية عن زين العابدين #
  نية الصوم؟ أما سمعت ما قال الجنيد ¦: يجعل أحدكم ما بينه وبين الله مخلاة من الطعام، ويريد أن يجد حلاوة المناجاة هيهات!. قال: صف وبالله التوفيق، قال: نية الصوم الإمساك عن المطعومات ليميت به دواعي الشهوات، ويحفظ به جوارحه الست التي هي كالسباع في الوثبات، يغض بصره، ويحفظ سمعه، ويحبس لسانه لأنه الكلب العقور من الغيبة والنميمة، وإيذاء المسلم، ويحفظ قلبه من الأشر، والبطر، والرياء، والسمعة، والتزين للخلق، والمباهات، والترفع والازدراء بالمسلمين، والحسد، والحقد، ويحفظ يديه ورجليه وبطنه عن تناول الحرام والشبهة، ويستحب له أن يصبح كحيلاً دهيناً ليبعد عن الرياء، لأن ذبول الشفاة وإسراج العيون يعتري الصائم، وبإظهار ذلك ومحبة ذكره يكون رياء، فيجتهد في إخفاء ذلك وقال بعض العارفين الراسخين: أَخف حسناتك كما تخفي سيئاتك.
  فلما انتهى كلامه لأخيه انتحب بالبكاء طويلاً، ثم مد يده وابتهل إلى الله تعالى، وقال: إلهي قد ضمنت لصاحب المصيبة في الدنيا العوض والثواب، فإن رددت علينا أعمالنا لعدم الإخلاص لوجهك، وكما ينبغي لك فلا تحرمنا أجر مصيبة الرد والطرد، يا معروفاً بالمعروف، يا ذا الجلال والإكرام، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
حكاية عن زين العابدين #
  من (تيسير المطالب) بسنده إلى أبي جعفر محمد الباقر بن علي، قال: كان أبي علي بن الحسين $ إذا حضرت الصلاة يقشعر جلده، ويصفر لونه، وترتعد فرائصه، ويقف تحت السماء ودموعه تسيل على خديه، ويقول: لو علم العبد من