طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية عن شيخ آل محمد

صفحة 207 - الجزء 1

  يناجي ما انفتل. ولقد برز يوماً إلى الصحراء فتبعه مولى له فوجده قد سجد على حجارة خشنة، قال مولاه: فوقفت وأنا أسمع شهيقه وبكاءه، قال: فأحصيت ألف مرة وهو يقول: لا إله إلا الله حقاً حقاً، لا إله إلا الله تعبداً ورقاً، لا إله إلا الله إيماناً وصدقاً، ثم رفع رأسه من سجوده وإن لحيته ووجهه قد غمر بالماء من دموع عينيه، فقال له مولاه: يا سيدي أما آن لحزنك أن ينقضي؟ ولبكائك أن يقلَّ؟ فقال له: ويحك إن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم $ كان نبياً ابن نبي ابن نبي له أحد عشر ابناً، فغيب الله عنه واحداً منهم فشاب رأسه من الحزن، واحدودب ظهره من الغم، وذهب بصره من البكاء، وابنه حي في دار الدنيا، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهلي مقتولين صرعى؛ فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي، انتهى.

حكاية عن شيخ آل محمد

  اعتمرت مع سيدي العالم بحر العلوم شيخ آل محمد مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي في شهر محرم الحرام عام ١٣٩١ هـ، ولما وصلنا موقف السيارات

  إلى مكة المكرمة لننظر سيارة أنشد هذه الأبيات:

  عصيت الهوى قدماً صغيراً وعند أن ... رماني زماني بالمشيب وبالكبر

  أطعت الهوى عكس القضية ليتني ... ولدت كبير أثم عدت إلى الصغر

  فقلت: لمن هذان البيتان؟ فقال: لابن مالك، ولما اطلع عليها ابنه قال: