طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

أحبار اليهود والإمام علي #

صفحة 219 - الجزء 1

  والآخرة رسم الدنيا، وإن الدنيا والآخرة إذا فارق الروح الجسد يرجع كل واحد منهما إلى ما منه خلق ومنه بدئ فكذلك الجنة والنار.

  قال: وكانت الأحبار ثلاثة فوثب اثنان فقالا نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ووثب الآخر فقال: يا علي قد وقع في قلبي مثل ما وقع في قلوب صاحبي، ولكن بقي لي خصلة أسألك عنها. قال علي #: سل، قال: أخبرني عن قوم كانوا في أول الزمان ماتوا ثلاثمائة سنة وتسع سنين، ثم أحياهم الله سبحانه وتعالى قال: فابتدأ علي بن أبي طالب # {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ١ قَيِّمًا}⁣[الكهف: ١ - ٢]. أراد أن يقرأ سورة الكهف، قال اليهودي: ما قل ما سمعنا قرآنكم، فإن تكن عالماً فأخبرني بقصة هؤلاء القوم وبأسمائهم، وعددهم، واسم كلبهم، واسم كهفهم، واسم ملكهم، واسم مدينتهم. قال على: لا حول ولا قوة إلا بالله يا أخا اليهود حدثني حبيبي محمد ÷ أنه كان في أرض الروم مدينة يقال لها: اقسوس، وكان لهم ملك صالح فمات فتشتت شملهم وأمرهم، واختلفت كلمتهم، فسمع بهم ملك يقال له دقيانوس فأقبل حتى ملك المدينة ومعه مائتا ألف حصان واتخذها دار مملكته واتخذ فيها قصراً طوله فرسخ، وعرضه فرسخ، واتخذ في ذلك القصر مجلساً طوله ألف ذراع، وعرضه مثل ذلك من الزجاج الممرد، واتخذ في ذلك المجلس ألف أسطوانة من الذهب، وألف قنديل من الذهب، سلاسلها من اللجين يفوح بطيب الأدهان، وجعل في شرقي المجلس ثمانين مشكاة، فكانت الشمس تدور في المجلس كيف ما كانت، واتخذ له فيه سريراً من الذهب له قوائم من الفضة مرصعة بالجواهر، وأعلاها النمارق،