أحبار اليهود والإمام علي #
  بكل واحد منهم ملكين يقلبانه من ذات اليمين إلى ذات الشمال، ومن ذات الشمال إلى ذات اليمين، وأوحى الله تعالى إلى حسر الشمس فكانت تزاور عن كهفهم ذات اليمين، وتقرضهم ذات الشمال، ثم إن دقيانوس سأل عن الفتية فأُخبر أنهم خرجوا هاربين، فركب في مائتي ألف حصان، فلم يزل يقفو أثرهم حتى علا الجبل، وانحط على الكهف، فلما نظر إليهم رآهم نياماً فقال: لو أردت أن أعاقبهم لم أعاقبهم بأكثر مما عاقبوا به أنفسهم، ولكن عليَّ بالبنائين، فسدوا الكهف بالطين والحجارة، ثم قال لأصحابهم: قولوا لهم يقولوا لإلههم الذي في السماء أن يملكهم إن كانوا صادقين، وأن يخرجهم من هذا الموضع، قال على #: يا أخا اليهود، فمكثوا ثلاثمائة سنين، وتسع سنين، فلما أراد الله أن يحييهم أمر إسرافيل # أن ينفخ فيهم الروح، فنفخ الروح، فقاموا من رقدتهم، فلما بزغت الشمس قال بعضهم لبعض: لقد غفلنا عن عبادة رب السماوات في هذه الليلة، فقاموا فإذا العين قد غارت، والأشجار قد جفت، قال بعضهم لبعض: إن في أمرنا لعجباً، مثل تلك العين الغزيرة قد غارت في ليلة واحدة، والأشجار قد جفت، ومسهم الجوع فقالوا: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ١٩ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ٢٠}[الكهف].
  قال تمليخا: لا يذهب في حاجتكم غيري، ولكن ادفع أيها الراعي ثيابك، فدفع الراعي إليه ثيابه، وجعل يؤم المدينة، وجعل ينظر مواضع لا يعرفها، وطرقاً ينكرها، حتى أتى باب المدينة، فإذا فيه علم أخضر مكتوب بالصفرة، لا إله إلا