طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

أحبار اليهود والإمام علي #

صفحة 225 - الجزء 1

  عينيه من الكبر، فقال: ما شأنكم؟ قال له الملك: أتيتك بالعجب العجاب، زعم هذا أن هذه الدار داره، فقال له الشيخ من أنت؟ قال: أنا تمليخا بن قسطنطين، قال: فانكب الشيخ على قدميه يقبلها، ويقول: جدي ورب الكعبة، وقال: هؤلاء الفتية الذين خرجوا من دقيانوس الملك، فنزل الملك عن فرسه وحمله على عاتقه، وجعل الناس يقبلون يديه ورجليه، قال الملك: يا تمليخا ما فعل أصحابك؟ فأخبرهم أنهم في الكهف، وكان لهم يومئذٍ ملك مسلم، وملك نصرانيٌ، فركبوا معهم في أصحابهم، فلما كان قريباً من الكهف فقال لهم تمليخا: يا قوم إني أخاف أن يسمع أصحابي أصواتكم وحوافير خيلكم فيظنون أن دقيانوس قد جاء في طلبهم، ولكن أمهلوني حتى أقدم عليهم وأخبرهم، فوقف الناس، وتقدم تمليخا حتى دخل الكهف، فلما نظر إليه أصحابه اعتنقوه، وقالوا: الحمد لله الذي نجاك من دقيانوس، فقال لهم: دعوني عنكم وعن دقيانوس، كم لبثتم؟ قالوا: يوماً أو بعض يوم، قال لهم تمليخا: بل لبثتم ثلاثمائة سنين وتسع سنين، وقد مات دقيانوس، وقرن بعد قرن، وقد بعث الله نبياً يقال له: عيسى بن مريم ورفعه الله تعالى إليه، وقد أقبل إلينا الملك والناس معه، قالوا: يا تمليخا تريد أن تجعلنا فتنة للعالمين؟ قال: فما تريدون؟ قالوا: ندعو الله تعالى وتدعو معنا أن يقبض الله أرواحنا، وأن يجعل عشاءنا عنده في الجنة، فرفعوا أيديهم إلى السماء وقالوا: يا إلهنا بحق من أنشأت من التراب بشراً امنن علينا بقبض أرواحنا، فأمر الله - سبحانه وتعالى - بقبض أرواحهم، وطمس الله تعالى ذلك الكهف عن الناس، فأقبل الملكان يطوفان بباب الكهف سبعة أيام لا يجدون للكهف باباً، فقال الملك المسلم: ماتوا على ديني أبني عليهم مسجداً، وقال النصراني: ماتوا على ديني أبني عليهم داراً، فاقتتلا، فقتله المسلم، وبنى عليهم مسجداً، ثم قال