طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية عن أبي يزيد البسطامي

صفحة 226 - الجزء 1

  علي #: سألناك بالله أيوافق هذا ما في توراتكم؟ فقال اليهودي: والله مازدت حرفاً، ولا نقصت حرفاً، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ÷

  وعلى جميع النبيين والمرسلين وترحم وكرم.

حكاية عن أبي يزيد البسطامي

  عن أبي يزيد البسطامي - رضي الله تعالى عنه - أنه قال: كنت يوماً في سياحتي متلذذاً بخلوتي وراحتي، ومستغرقاً في فكرتي، مستأنساً بذكري، إذ نوديت في سري: يا أبا يزيد امض إلى دير سمعان، واحضر مع الرهبان في يوم عيدهم، فلنا في ذلك نبأ وشأن، قال: فاستعذت بالله من هذا الخاطر وقلت: لست أخاطر، فلما كان الليل أتاني الهاتف في المنام، وأعاد علي ذلك الكلام، فانتبهت مرعوباً، وفي هذا الأمر مكروباً، فنوديت جهاراًيا: أبا يزيد لا بأس عليك أنت عندنا من الأولياء، ومكتوب في ديوان الأبرار، فالبس زي الرهبان، واشدد من أجلنا الزنار، فما عليك في ذلك جناح ولا إنكار، قال أبو يزيد: فقمت مسرعاً من، باكر، وامتثلت الأوامر، ولبست زي الرهبان، وحضرت معهم في دير سمعان، فلما حضر كبيرهم واجتمعوا وأنصتوا ارتج عليه المقام، فلم يطق الكلام، كأن في قلبه لجام، فقال القسيسون والرهبان: ما الذي يمنعك من الكلام أيها الرهبان فنحن بقولك نهتدي، وبعلمك نقتدي؟ فقال: ما منعني عن أن أتكلم وأبتدي، إلا رجل، بينكم محمدي، وقد جاء لدينكم ممتحناً، وعليكم معتدي، فقالوا: أرنا إياه لنقتله الآن، فقال: لا نقتله إلا بدليل وبرهان، فقالوا له: افعل ما تريد فنحن ما حضرنا إلا لنستفيد قال: فقام كبيرهم على قدميه ونادى يا محمدي، بحق محمد عليك إلا ما نهضت قائماً على قدميك، لننظر إليك، فقام أبو يزيد، ولسانه