حكاية عن أبي يزيد البسطامي
  لا يفتر عن التسبيح، والتقديس، والتحميد، فقال له البطرك: يا محمدي أريد أن أسألك عن مسائل فإن أجبت عنها اتبعناك، وإن عجزت عنها قتلناك، فقال: سل عما تريد من المعقول والمنقول، والله شاهد على ما نقول، قال: فأخبرني عن واحد لا ثاني له، وعن اثنين لا ثالث لهما، وعن ثلاثة لا رابع لهم، وعن أربعة لا خامس لهم، وعن خمسة لا سادس لهم، وعن ستة لا سابع لهم، وعن سبعة لا ثامن لهم، وعن ثمانية لا تاسع لهم، وعن تسعة لا عاشر لهم، وعن عشرة كاملة، وعن أحد عشر، وعن اثني عشر، وعن أربعة عشر تكلموا مع رب العالمين، وأخبرنا عن قوم كذبوا وأدخلوا الجنة، وعن قوم صدقوا وأدخلوا النار، وأخبرنا أين مستقر روحك في جسدك، وعن الحاملات وقراً، وعن الجاريات يسراً، وعن المقسمات أمراً، وأخبرنا عن شيء تنفس بغير روح، وعن قبر مشى بصاحبه، وعن ماء لا نزل من سماء ولا نبع من الأرض، وعن أربعة لا من الجن ولا من الإنس ولا من الملائكة، ولا من ظهر أب ولا من بطن أم، وأخبرنا عن أول دم أهريق في الأرض، وعن شيء خلقه الله ثم استعظمه، وعن أفضل النساء، وعن أفضل البحار، وعن أفضل الجبال وعن أفضل الدواب، وعن أفضل الشهور، وعن أفضل الليالي، وعن الطامة، وعن شجرة لها اثنا عشر غصناً في كل غصن ثلاثون ورقة، في كل ورقة خمس زهرات، اثنتان منها في الشمس وثلاثة في الظل، وعن شيء حج إلى بيت الله الحرام وليس له روح ولا وجبت عليه فريضة، وأخبرنا كم نبياً خلقه الله وكم مرسلاً منهم وغير مرسل، وعن أربعة أشياء مختلف طعمها ولونها والأصل واحد، وأخبرنا عن النقير والفتيل والقطمير، وعن السبد، واللبد، والطم، والرم، وأخبرنا عما يقول الكلب في نباحه، وما يقول الحمار في نهاقه، وما يقول الثور في نعيره، وما يقول الفرس في صهيله، وما يقول البعير في رغائه، وما يقول الطاووس في صياحه، وما يقول الدراج في صفيره، وما يقول