طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية عن أبي يزيد البسطامي

صفحة 228 - الجزء 1

  البلبل في تغريده، وما يقول الضفدع في تسبيحه، وما يقول الناقوس في نقيره، وأخبرنا عن قوم أوحى الله إليهم لا من الجن ولا من الإنس ولا من الملائكة، وأخبرنا أين يكون الليل إذا جاء النهار؟ وأين يكون النهار إذا جاء الليل؟

  فقال أبو يزيد: هل بقي مسائل غير هذه المسائل؟ فقال: لا، فقال: إن فسرتها لكم وأجبت عنها تؤمنوا بالله ورسوله محمد ÷، فقالوا: نعم. فقال: اللهم أنت الشاهد على ما يقولون.

  أما سؤالكم عن واحد لا ثاني له فهو الله ø. وأما سؤالكم عن اثنين لا ثالث لهما فهما الليل والنهار لقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ}⁣[الإسراء: ١٢]، وأما سؤالكم عن ثلاثة لا رابع لها فهي العرش والكرسي والقلم، وأما سؤالكم عن أربعة لا خامس لها فهي الكتب المنزلة وهي التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وأما سؤالكم عن خمسة لا سادس لها فهي الصلوات الخمس المفروضات على كل مسلم ومسلمة، وأما سؤالكم عن ستة لا سابع لها فهي الستة أيام التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز بقوله: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}⁣[الفرقان: ٥٩] وأما سؤالكم عن سبعة لا ثامن لها فهي السموات السبع لقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا}⁣[الملك: ٣]، وأما سؤالكم عن ثمانية لا تاسع لهم فهم حملة العرش لقوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ١٧}⁣[الحافة]، وأما سؤالكم عن تسعة لا عاشر لهم فهم التسعة رهط الذين يفسدون في الأرض لقوله تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ٤٨}⁣[النمل]، وأما سؤالكم عن عشرة كاملة فهي صوم مكة التي وجبت على الحاج وهو محرم؛ لقوله تعالى: {فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ