طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

صفات رسول الله ÷

صفحة 26 - الجزء 1

  ماسوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، ربع القامة ليس بالطويل ابس وبالقصير المتردد، ومع ذلك لم يكن يماشيه أحد ينسب إلى الطول إلا طاله ÷، إذا جلس يكون كتفه أعلى من جميع الجالسين، وربما اكتنفه الرجلان فيطولهما فإذا فارقاه نسبا إلى الطول، ولم يقع ظله على الأرض ولا رئي له ظل في الشمس ولا في القمر لأنه كان نوراً، إذا افتر ضاحكاً افتر عن مثل سناء البرق وعن مثل حب الغمام، جل ضحكه التبسم، وربما ضحك حتى تبدو نواجذه، إذا تكلم رأيت كالنور يخرج من بين ثناياه، جهير الصوت، حسن النغمة في صوته صحل، كان متماسكاً ضرب اللحم، ليس بمطهم ولا مكلثم، مهوس العقب، أخمص الأخمصين، مسيح القدمين، ينبو عنه الماء، رجل الشعر، إن فرقت عقيصته فرقها وإلا فلا يجاوز شعره شحم أذنه إذا هو وفره وربما ظفره، إذا زال تقلعا ويخطو تكفؤاً، ويمشي هوناً، ذريع المشية كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت جميعاً، خاتم النبوة عند مرجع كتفه اليسرى مثل الجمع حولها خيلان، وفي رواية مثل زر الحجلة أي بيضتها، من لون الجسم، إذا فرح غض طرفه، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا سُرَّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر، بين حاجبيه عِرْقٌ يُدِرهُ الغضب، وكان ÷ إذا نزل عليه الوحي كرب لذلك وتربَّد وجهه وصدع فيغلف رأسه بالحنا، ولم يكن في رأسه شيب إلا شعرات في مفرق رأسه، إذا أدهن واراهن الدهن، وكان شيبه أحمر، وكان كثير العرق وعرقه أطيب من العنبر والمسك الأذفر، جِبِلّةً وإن لم يمس طيباً ولا يمر في طريق فيتبعه أحد إلا عرف مسلكه من طيب عَرفه ووجدوا منه ريح المسك وقالوا مر رسول الله ÷. كان أحسن الناس خَلْقاً، وأحسن الناس خُلُقاً، وأحسن الناس جوداً، وأحسن الناس كرماً، وأحسن الناس شجاعة، وأحسن الناس براً، وأحسن الناس رحمة،