طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية من الأمالي الشجرية

صفحة 259 - الجزء 1

  وترى الخلي قرير عين لاهياً ... وعلى الشجي كآبة وهموم

  ويقول مالك لا تجيب مقالتي ... ولسان ذا طلق وذا مكظوم

حكاية من الأمالي الشجرية

  من (أمالي الإمام المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري) رضوان الله وسلامه عليه بإسناده، قال: مر عيسى بن مريم # على مدينة خربة فأعجبه الشأن، فقال: يا رب مر هذه القرية أن تجيبني، قال: فأوحى الله تعالى إليها أيتها المدينة الخربة أجيبي عيسى، فنادت المدينة: عيسى حبيبي ما تريد مني؟ قال: ما فعلت أشجارك؟ وما فعلت أنهارك؟ وما فعلت قصورك؟ وأين سكانك؟ قالت: حبيبي جاء وعد ربك الحق فيبست أشجاري، ويبست انهاري، وخربت قصوري، ومات سكاني، قال: فأين أموالهم؟ قالت: جمعوها من الحلال والحرام فهي موضوعة فيّ: {وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}⁣[الحديد: ١٠]، قال: فنادي عيسى بن مريم #: تعجبت من ثلاث: طالب الدنيا والموت يطلبه، وباني القصور والقبر منزله. ومن يضحك ملء فِيْهِ والنار أمامه، ابن آدم لا بالكثير تشبع، ولا بالقليل تقنع، تجمع مالك لمن لا يحمدك، وتقدم على رب لا يعذرك، إنما أنت عبد بطنك وشهوتك، وإنما تملأ بطنك إِذا دخلت قبرك، وحيث تري مالك في ميراث غيرك.

  ومنها بإسناده قال: صعد علي بن أبي طالب المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: عباد الله الموت شيء ليس منه فوت، إن أقمتم أخذكم، وإن فررتم منه أدرككم، الموت معقود بنواصيكم، فالنجا النجا الوحا الوحا فإن وراء كم طالباً حثيثاً، احذروا ضغطة