طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

ومن شمائله ÷

صفحة 29 - الجزء 1

  وكان خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه ويبدأ من لقيه بالسلام، كانت قراءته مفسرة لا لبس فيها، حرفاً حرفاً وربما رجع فيها فيكررها ليفهمها الناس، فصلاً يفهمه كل من سمعه لو شاء أحد أن يعد حروف قراءته لعدَّها، وفي كلامه ترتيل أو ترسيل لا فضول ولا تقصير، متواصل الأحزان، دائم الفكرة ليست له راحة، طويل السكوت، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تحدث اتصل بها فضرب بإبهامه اليمني راحته اليسرى، وإذا اهتم أكثر مس لحيته الشريفة، وربما نكت الأرض بعود أو مخصرة بيده، كان ÷ يتختم تارة باليمنى وتارة باليسار، وكان خاتمه فضة فصه منه ومرة فصه حبشياً، كان يجعل فصه مما يلي كفه، وكان نقش خاتمه محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر، هكذا (محمد رسول الله).

  وقبيعة سيفه من فضة، وكان يلبس ما وجده مرة شملة، ومرة جبة من صوف، ومرة حبرة يمانية، ومرة قباء، ومرة برداً، ومرة حلة حمراء، والمراد بالأحمر هنا ما فيه خطوط حمر لا أنه أحمر خالص لأن الأحمر الخالص نهي عنه. ولبس مرة بردين أخضرين، ومرة جبة طيالسية مكفوفة الجيب والكمين والفرجين بالديباج، ومرةً برداً نجرانياً غليظ الحاشية، ومرة جبة رومية ضيقة الكمين، وتوشح مرة بثوب قطري، وربما لبس في بيته مجولاً أو لبس ثوباً من الشعر الأسود، وفي بعض الأحيان ثوباً من كتان مصر، أو حبرة من برود اليمن وكان ÷ يصلي في مروط نسائه، وكان يأتزر إلى أنصاف ساقيه، وكان أحب الثياب إليه الواسع. وكان كمه إلى الرسغ، وكان له ثوب لجمعته خاصة وكان له ÷ عمامة ويقول: «العمائم تيجان العرب فإذا وضعوها ذلوا»، وكان إذا اعتم سدلها بين كتفيه ذؤابة، وخطب يوماً وعليه عمامة سوداء، وعصب رأسه