ومن شمائله ÷
  مرة بخرقة حمراء ومرة بحاشية برد، وكان لنعله قبالان، وصلى يوما في نعلين مخصو فتين، وكان يحب التيمن ما استطاع في كل شأن من شأنه، وفي تنعله وترجله وطهوره وشأنه كله، وكان ÷ يجعل يمينه لطعامه وشرابه، وأخذه وعطائه، وكانت اليسرى للاستنجاء ولما كان من أذى، وكان إذا جلس احتبى بيده واحتبى مرة بشماله، واستلقى مرة في المسجد واضعاً إحدى رجليه على الأخرى، وخرج يوماً يتوكأ على أسامة، ومرة على علي والفضل واضعاً كفه الشريف على منكبيهما في مرضه وربما اتكأ على وسادة على يساره، وكان يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته كل يوم مرة أو مرتين، وربما أخذ من طول لحيته وعرضها، ولا يفارقه المشط والمرود والإبرة والمخيط والمرآة في حضر ولا سفر وكان يترجل غباً، ويكثر القناع، وكان ربما صبغ ثيابه بالصفرة، ويكره الخلوق للرجال، ويكره الحمرة من الألوان، وكانت له مكحلة يكتحل منها عند النوم ثلاثاً في كل عين مبتدئاً باليمنى، وكان يسمي الله تعالى في مأكله، ومشربه وملبسه، ومقعده، وقيامه، ونومه ويقظته، ومدخله، ومخرجه، وفي كل شأن من شؤونه، وكان يحب من الشاة الذراعين والكتف، ومن القدر الدباء، ومن الشراب الحلو البارد، ومن الأزهار الفاغيه، ومن الألوان الخضرة، ومن الصباغ الخل، ومن التمر العجوة، ومن الفواكه الرطبة البطيخ، والقثا والعنب، وربما أكل العنب حتى يسيل رُؤالُهُ إلى لحيته كاللؤلؤ، وكان يأخذ عنقود العنب بيده اليسرى ويتناول منه حبة حبة بيده اليمنى فيأكل وربما أكله خرطاً، وكان يأكل القثا بالرطب والملح، وأكثر طعامه التمر والماء، وكان يأكل البطيخ بالرطب ويجمع بين الخريز والرطب، وأتي بجمار نخلة فأكل منها، وكان ينقع الزبيب أول الليل فيشربه من الغد إلى مساء الثالثة ثم يأمر به فيهراق، وكان يتمجّع اللبن