حكاية في أمارات الساعة
  وقد افتتنا بها، وأخلدنا إليها، ولم ننظر إلى ما فيه نجاتنا من عذاب الله تعالى ومن غضبه، ولم ننظر إلى ما تجاهنا من المصائب والفتن ونحن في آخر الزمان وعلى مشارف أهوال القيامة. فقال صاحبي ما المخرج يا أخي؟ وأجهش بالبكاء، فقلت: المخرج الرجوع إلى الله تعالى ومحاسبة النفس على كل دقيقة وجليلة في الليل والنهار، والاستقامة كما قال الله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}[هود: ١١٢] فأجاب صاحبي: اللهم اهدنا ووفقنا وأعنا يا من {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦}[الفاتحة]، وقال لي: هل يحضرك من أخبار الملاحم شيء؟ فقلت: نعم شيء قليل، فقال: قد قرأت في أخبار الفتن كثيراً، ولكن مع تقديري لأخلاقك هل يمكن أن تسمعني شيئاً من ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله، فقلت: اسمع قال الله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ١٥٨}[الأنعام] وعن البراء بن عازب: كنا نتذاكر الساعة إذ أشرف علينا رسول الله ÷ فقال: «ما تتذاكرون؟» فقلنا: نتذاكر الساعة قال: «إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: الدخان، ودابة الأرض، وخسفاً بالمغرب، وخسفاً بالمشرق، وخسفاً بجزيرة العرب، والدجال، وطلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى، ونار تخرج من عدن».
  هذه هي العلامات الكبرى، أما العلامات الصغرى فمنها ما ذكره الإمام المرشد بالله في أماليه الخميسية بسنده عن علي بن أبي طالب # قال: قال رسول الله ÷: «إن من اقتراب الساعة إذا رأيتم الناس أماتوا الصلاة، وأضاعوا الأمانة، واستحلوا الكبائر، وأكلوا الربا، وأخذوا الرشا، وشيدوا البنا، واتبعوا الهوى وباعوا الدين بالدنيا، واتخذوا القرآن مزامير، واتخذوا جلود السباع صفوفاً، والمساجد طرقاً، والحرير لباساً، وكثر الجور، وفشا الزنا، وتهاونوا بالطلاق،