حكاية في أمارات الساعة
  واتمن الخائن، وخون الأمين، وصار المطر قيظاً، والولد غيظاً، وأمراء فجرة، ووزراء كذبة، وأمناء خونة، وعرفاء ظلمة، وقلّت العلماء، وكثرت المصاحف والقراء، وقلت الفقهاء، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد، وطولت المنار وفسدت القلوب، واتخذوا القيان واستحلت المعازف، وشربت الخمور، وعطلت الحدود، ونقصت الشهود، ونقضت المواثيق، وشاركت المرأة زوجها، وركب النساء البراذين، وتشبهن النساء بالرجال، والرجال بالنساء، وحلف بغير الله، وشهد الرجل من غير أن يستشهد، وكانت الزكاة مغرماً، والأمانة مغنماً، وأطاع الرجل امرأته، وعق أمه، وأقصى أباه، وصارت الأمارة مواريث، وسب آخر هذه الأمة أولها، وأكرم الرجل اتقاء شره، وكثرت الشرط، وصعدت الحملان المنابر، ولبس الرجال الشيحان، وضيقت الطرقات، وشيد البناء، واستغنى الرجال بالرجال، واستغنى النساء بالنساء، وصارت خلافتكم في صبيانكم، وكثر خطباء منابركم، وركن علماؤكم إلى ولاتكم، فأحلوا لهم الحرام، وحرموا عليهم الحلال، وأفتوهم بما يشتهون، وتعلم علماؤكم العلم ليجلبوا به دنانير كم ودراهمكم، واتخذ القرآن تجارة، وضيعتم حق الله في أموالكم، وصارت أموالكم عند شراركم، وقطعتم أرحامكم، وشربتم الخمور في ناديكم، ولعبتم بالميسر، وضربتم بالكبر، والمعازف، والمزامير، ومنعتم محاويحكم زكاتكم، ورأيتموها مغرماً، وقتل البريء لتقصى العامة بقتله، واختلفت أهواءكم، وصار العطاء في العبيد والسقاط، وطففت المكاييل والموازين، ووليتم أمركم السفهاء».
  وعن ابن عمر أن النبي ÷ الله قال: «والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يبعث الله أمراء كذبة، ووزراء فجرة، وأعواناً خونة، وعرفاء ظلمة، وقراء فسقة، سيماهم سيما رهبان، قلوبهم أنتن من الجيفة، أهواءهم مختلفة، يفتح الله لهم