حكاية عن الليث بن سعد ¦
  وإن برديَّ قد خلقا، قال الليث: فوالله ما استتم كلامه حتى رأيت سلة مملوؤة عنباً، وليس على وجه الأرض يومئذ عنب، وبردين موضوعين، فأراد أن يأكل فقلت: أنا شريكك، قال: ولم؟ قلت: لأنك كنت تدعو وأنا أؤمن، فقال لي: تقدم فكل ولا تدخر، فأكلت حتى شبعت والسلة لم تنقص، ثم قال لي: خذ أي البردين أحب إليك، فقلت: أما البردان فلا حاجة لي فيهما، ثم لبسهما وأخذ الخلقين في يساره ونزل، فاتبعته حتى إذا كان في المسعى فلقيه رجل فقال: اكسني كساك الله يابن رسول الله فدفعهما إليه، فلحقت الرجل فقلت له: من هذا؟ قال: هذا جعفر بن محمد الصادق، فقلت: سبحان الله لن تكون هذه العجائب إلا لمثل هذا السيد أعاد الله علينا من بركات آل محمد ÷ وبركات أدعيتهم وأسرار مناجاتهم المقبولة، والله من جعفر ما أكرمه على ربه، والله من ليث ما ألهمه في طاعة ربه، وقد قيل: أسرار الله لا يكشفها إلا الضعيف من عباده، عادت علينا بركاتهم إن شاء الله تعالى.
  وعن أبيه الباقر # أنه قال: إن الغنى والعز يجولان في قلب المؤمن فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل استوطنا، وإن لم يجدا فيه صدق الرجاء والتوكل رحلا عنه.
  وعن جعفر الصادق # أنه قال: عزت السلامة حتى لقد خفي طلبها فإن تكن في شيء فيوشك أن تكون في الخمول، فإن لم تكن فيه فيوشك أن تكون في التخلي وليس كالخمول، فإن لم يوجد فيوشك أن تكون في الصمت وليس كالتخلي، فإن لم توجد في الصمت فيوشك أن تكون في سيرة السلف الصالح.
  وعنه أنه قال: من جعل الحلال قوتاً أجيبت دعوته، وعلمت مروءته، وحسب سيرته، وعلت كلمته، وحصلت أمنيته، وظهرت ذريته، وتنورت