طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية منه أيضا وهي غريبة عجيبة

صفحة 332 - الجزء 1

  في سنة ٢٠٠ هـ، ويقال إلى الرشيد في سنة ١٩٠ هـ، ولد في سنة ٢١٤ هـ، ومات طولون أبوه في سنة ٢٣٠ هـ وقيل في سنة ٢٤٠ هـ، وحكى ابن خلكان أنه لم يكن له ابن وإنما تبناه، والله أعلم، وحكى ابن عساكر أنه من جارية تركية اسمها هاشم، ونشأ أحمد في صيانة، وعفاف، ورياسة، ودراسة للقرآن العظيم مع حسن الصوت، وكان يعيب على أولاد الترك ما كانوا يرتكبونه من المحرمات والمنكرات، قال في (البداية والنهاية) ١١/ ٤٥:

  الطريف ما حكاه ابن عساكر عن بعض مشائخ مصر أن طولون لم يكن أباه وإنما كان قد تبناه لديانته وحسن صوته بالقرآن، وظهور نجابته وصيانته من صغره، وأن طولون اتفق له معه أنه بعثه مرة في حاجة ليأتيه بها من دار الإمارة فذهب فإذا حظية من حظايا طولون مع بعض الخدم وهما على فاحشة فأخذ حاجته التي أمر بها، وكرَّ راجعاً إليه سريعاً ولم يذكر له شيئاً مما رأى من الحظية والخادم، فتوهمت الحظية أن يكون أحمد قد أخبر طولون بما رأى فجاءت إلى طولون فقالت: إن أحمد جاءني الآن إلى المكان الفلاني وراودني عن نفسي، وانصرفت إلى قصرها فوقع في نفسه صدقها فاستدعى أحمد وكتب معه كتاباً وختمه إلى بعض الأمراء ولم يواجه أحمد بشيء مما قالت الجارية، وكان في الكتاب أن ساعة وصول حامل هذا الكتاب إليك تضرب عنقه وابعث برأسه سريعاً إليّ.

  فذهب بالكتاب من عند طولون وهو لا يدري ما فيه فاجتاز بطريقه بتلك الحظية فاستدعته إليها فقال: إني مشغول بهذا الكتاب لأوصله إلى بعض الأمراء، قالت: هلم فلي إليك حاجة، وأرادت أن تحقق في ذهن الملك طولون ما قالت له فحبسته عندها ليكتب لها كتاباً، ثم استوهبت من أحمد الكتاب الذي أمره