حكاية من تنبه بموته
  الساعة؟ قال: رأيت في منامي ملكين فقالا: إنا أُمرنا بقبض روحك، فقلت: لو أخرتماني إلى أن أقضي نسكي فقالا: إن الله تعالى قد تقبل منك نسكك، ثم قال أحدهما للآخر: افتح أصبعك السبابة والوسطى فخرج من بينها ثوبان ملات خضرتهما ما بين السماء والأرض، فقالا: هذا كفنك من الجنة ثم طواه وجعله بين أصبعيه فما وردنا المنزل حتى قبض فإذا امرأة قد استقبلتنا وهي تسأل الرفاق أفيكم الفضل بن عطية فلما انتهت إلينا قلت: ما حاجتك إلى الفضل هذا زميلي. قالت: رأيت في المنام أنه يصحبنا اليوم رجل ميت يسمى الفضل ابن عطية، من أهل الجنة فأحببت أن أشهد الصلاة عليه.
  ويروى أن الملائكة يقولون للمؤمن: السلام عليك يا ولي الله أبشر بالجنة، فحينئذ يحب لقاء الله تعالى وهو قوله ÷: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه».
  وروي أن ملك الموت يقول: أنا بكل سخي رفيق.
  وروي أن سليمان - عليه الصلاة والسلام - سأل ملك الموت عن عدله بين الناس في قبض الأرواح فقال: إنما هي صحف تلقى إلي فيها أسماء.
  وروي أن الأرض بين يديه كالمائدة يتناول منها حيث يشاء، ويقال: أن ملك الموت يقبض الأرواح، ثم يسلمها لملائكة الرحمة أو لملائكة العذاب، فهو قوله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ١١}[السجدة] ثم قال: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا}[الأنعام: ٦١] قيل معناه أن الرسل تأخذ الروح من ملك الموت، والقابض على الحقيقة هو الله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا}[الزمر: ٤٢].